الثلاثاء، 21 أبريل 2009

التكافؤ بين الزوجين


بعد أن تمضي فترة زمنية طويلة على الزواج يكتشف الزوجان أنهما غير مناسبان لبعضهما ولا يوجد بينهما أي نوع من التقارب والتكافؤ وكل منهما يعيش في عالم خاص به، بالرغم من أن التكافؤ بين الزوجين يعتبر الخطوة الأولى والأساسية لتحقيق زواج ناجح الا أن العديد من الناس لا يدركونه الا بعد فوات الأوان، وسيطرح هنا التكافؤ على صعيدين، موضوعي وهو الذي يشيع الحديث عنه .ونفسي ذاتي وهو الذي يظل خفيا.يتمثل التكافؤ الموضوعي عموما في السن والوضع المهني والاقتصادي ومستوى التعليم. وتشكل هذه الثلاثية مقومات موضوعية لإمكانية إقامة علاقة زوجية متوازنة وقابلة للحياة. حيث يجد كل من الزوجين مكانة معقولة لا تكلفه أثمانا معنوية ونفسية أو حتى مادية باهظة. وإلا فإن احتمالات بروز الصراع والتناقضات تكون هي الغالبة. فالتكافؤ الموضوعي هو الذي يوفر مقومات التوافق والتفاهم.
إذا أخذنا السن مثلا من الهام جدا وجود حالة من التوازن العمري بين الزوجين حتى ينموان معا. وإلا فقد تنشأ حالات من التفاوت في الحاجات والمتطلبات والرؤى والتوجهات. من مثل ما يحدث بين زوج مسن وزوجة صغيرة السن. فبينما يكون الزوج قد وصل مرحلة تبدأ حاجته فيها إلى الاستقرار وتكمن نزواته. تكون الزوجة مازالت في مقتبل مرحلة الحيوية والانفتاح على الدنيا والحاجة إلى إرضاء حاجاتها العاطفية والجسدية. وبعد مرحلة البدايات وتنازلاتها وتحملها أو فرحتها تأتي مرحلة إعادة حسابات الربح والخسارة من الطرفين معا. وقد يبدو كل منهما في نظر الآخر معوقا لحياته أو عبثا عليه نظرا لتفاوت المتطلبات والاحتياجات.
وقد يفتح سجل صراع القوة والصراع على المكانة الذي يشكل ردود فعل للإحباطات المختلفة الناتجة عن عدم تناغم مستوى الحاجات ومتطلباتها. فسلطة الزوج الأكبر سنا والأكثر اقتدارا على الحياة والتي كانت غير منازعة من قبل زوجة تابعة قد يتسرب إليها الوهن تدريجيا وصولا إلى قلب الأدوار وقلب علاقات السلطة. يحدث ذلك تحديدا حين تنطفئ العلاقات العاطفية وحين ينضب الحوار والتفاعل والتجاوب والتلاقي.
وقد يعاني الأبناء من هذه الحالة التي لا يندر أن تدخل في وضعية التصدع الخفي الحرب الزوجية الباردة حيث يصبح الزوج المسن غير متوفر عاطفيا وذهنيا أو حتى صحيا بما يكفي للتفاعل النفسي النشط.كذلك هو الحال في التكافؤ التعليمي. فالمستوى التعليمي يحدد من حيث المبدأ أفق الرؤية ونوعية النظرة إلى الذات والوجود. كما يحدد نوع الاهتمامات والعلاقات.
ومن ابرز مكامن الصراع الزوجي تلك الحالات التي يرتبط فيها احدهما بآخر مدفوعا بنزوة أو رد فعل من نوع ما سواء كانت جنسية أو ردا على حالة إحباط وجودي. إلا أن النزوات كردود الفعل تظل عابرة ولو طال أمدها ويتعذر أن تكتب لها الحياة. بعد مرحلة الحماس سرعان ما تظهر التباينات على صعيد قضايا الحياة اليومية الصغيرة. إلا أن هذه قد تتجمع كي تتحول إلى تناقضات كبرى. وعندها يطل الشعور بالغبن أو الورطة برأسه وتتضاعف الخطورة إذا تلاقى التباين التعليمي مع التباين الاجتماعي هنا تطرح مسالة المكانة بكل حدتها بعد وقت ليس بطويل.
أما التكافؤ الاجتماعي – الاقتصادي فهو غني عن البحث حيث يشكل موضوعا مطروحا بشكل دائم حين النظر في تكوين الروابط الزوجية على أن المسالة هنا تظل قابلة للكثير من الاستثناءات إذا توفرت مقومات التكافؤ على الصعد الأخرى. وإذا تمتع الزوجان بالقدر الكافي من النضج والتوافق العاطفي والقدرة على إيجاد الحلول الملائمة للمشكلات وخصوصا إرادة إنجاح الارتباط الذي يوفر الرضاء النفسي والوجود للطرفين.
يشكل التكافؤ النفسي الذهني أحد مقومات نجاح الرباط الزوجي ولو انه يظل خفيا بالمقارنة مع بروز وعلنية التكافؤ الموضوعي.نحن هنا بصدد العديد من الحالات التي قد يعوض فيها التكافؤ النفسي التباينات الموضوعية أو هو يفاقم من حدتها. نقتصر هنا على الإشارة إلى التكافؤ على مستوى نمط العلاقات أما التكافؤ في مستوى النضج النفسي فله كلام مستقل. الكثير من الروابط الزوجية تنخرط في صراع على المكانة لمن السيطرة على الآخر ولمن التحكم والمرجعية وتبرز هذه الصراعات حين يكون أحد الطرفين ميالا إلى التسلط العلني الصريح كما هو الحال عند بعض الرجال أو التحكم التملكي الخفي كما هو الحال عند بعض النساء بينما يحتاج الطرف الآخر إلى علاقة قائمة على الاستقلالية أو التكافؤ.
نخلص من ذلك إلى القول بأن الرباط الزوجي أبعد ما يكون عن الجمود والنمطية وخصوصا في الحياة المعاصرة. إنه حالة من التكون الدائم وتوازن وإعادة توازن دوريين وصولا إلى استقرار جديد من خلال إعادة تعريف الموقع العلائقي لكل من الزوجين في درجات مختلفة من التكامل والتباين في آنٍ معا.

نظرة على المسيار

لا يزال زواج المسيار يثير جدلا واسعا على كافة المستويات في جميع أنحاء الوطن العربي عموما ودول الخليج بشكل خاص، فما بين مؤيد ومعارض لزواج المسيار حدا فاصلا، لا مجال لوجود حلا وسطا يرضي جميع الأطراف، وقد رأينا في مدونة بنت الحلال أن ندرج بالدليل ماهية زواج المسيار ولكل الحرية في الاقتناع به أو عدمه، خاصة بعد أن أعلن معظم شيوخ الدين جوازه وعدم تحريمه بما يحقق العفة للشباب العربي والمسلم في خضم ثورة العولمة.

صورته العامة :هو زواج مستوفي الشروط والأركان ، ولكن يبنى هذا الزواج بالتعاون بين الزوجين والتفاهم فيما بينهما بأن تتنازل المرأة عن بعض حقوقها كالمبيت والنفقة او السكن باختيارها ورضاها ، وقد سمي زواج المسيار بغير اسمه الحقيقي مما زاد نفور الزوجة منه، وسبب تسميته بهذا الاسم أن الرجل يسير الى زوجته في أوقات متفرقة ولا يستقر عندها ، مع انه كان موجودا منذ القدم ولكن بشكل اخر وبدون أي تسمية تطلق عليه ، ومتى ماطالبت المرأة بحقوقها فأن ذلك حق مشروع لها ، ولن ننسى أن نشير الى أن المسيار قد يهضم شيء من حقوق المرأة ، بسبب تنازل المرأة عن بعض حقوقها كما هو مشترط في العقد، وتكمن ايجابية زواج المسيارفي قلة عدد حالات الطلاق التي تقع فيه، لأن الطلاق يحدث بسبب الخلاف بين الزوجين على شيء من الحقوق الزوجية وهذه الأمور محسومة من البداية في زواج المسيار والخلاف بشأنها غير وارد. وينبغي أن نعلم أن هذه الصورة من النكاح ليست هي الصورة المثلى والمطلوبة من الزواج ، ولكنها مع ذلك صحيحة إذا توفرت له شروطه وأركانه ، من التراضي ، ووجود الولي والشهود . . . إلخ
رأي الدين وفتوى فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - :
حين سئل الشيخ ابن باز عن زواج المسيار والذي فيه يتزوج الرجل بالثانية او الرابعة، وتبقى المرأة عند والديها، ويذهب اليها زوجها في اوقات مختلفة تخضع لظروف كل منهما. اجاب رحمه الله: «لا حرج في ذلك اذا استوفى العقد الشروط المعتبرة شرعاً، وهي وجود الولي ورضا الزوجين، وحضور شاهدين عدلين على اجراء العقد وسلامة الزوجين من الموانع، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «احق ما اوفيتم من الشروط ان توفوا به ما استحللتم به الفروج» (رواه البخاري). وقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون على شروطهم». فإن اتفق الزوجان على ان المرأة تبقى عند اهلها او على ان القسم يكون لها نهاراً لا ليلاً او في ايام معينة او ليالٍ معينة، فلا بأس بذلك بشرط إعلان النكاح وعدم إخفائه». ذلك لأن من حق المرأة أن تتنازل عن حقوقها أو بعضها المُقَرَّرة لها شرعًا، ومنها النفقة والمسكن والقَسْم في المَبيت ليلا، وقد ورد في الصحيحين أن سَودة وَهَبَتْ يومَها لعائشة رضي الله عنهما ، ولو كان هذا غيرَ جائز شرعًا لَمَا أقره الرسول صلى الله عليه وسلم. وكل شرط لا يُؤثر في الغرض الجوهريّ والمقصود الأصليّ لعقد النكاح فهو شرط صحيح، ولا يَخِلُّ بعقد الزواج ولا يبطله.
قرار المجمع الفقهي :جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثامنة عشرة المنعقد بمكة ما يلي :" يؤكد المجمع أن عقود الزواج المستحدثة وإن اختلفت أسماؤها وأوصافها وصورها لا بد أن تخضع لقواعد الشريعة المقررة وضوابطها من توافر الأركان والشروط وانتفاء الموانع "
عقود حديثة خاصة بزواج المسيار أوجدها المجتمع :
إبرام عقد زواج تتنازل فيه المرأة عن السكن والنفقة والقسم أو بعض منها وترضى بأن يأتي الرجل إلى دارها في أي وقت شاء من ليل أو نهار .
ويتناول ذلك أيضاً إبرام عقد زواج على أن تظل الفتاة في بيت أهلها ثم يلتقيان متى رغبا في بيت أهلها أو في أي مكان آخر حيث لا يتوفر سكن لهما ولا نفقة .
هذان العقدان وأمثالهما صحيحان إذا توافرت فيهما أركان الزواج وشروطه وخلوه من الموانع ، ولكن ذلك خلاف الأولى.
أسباب ونشأة زواج المسيار :
· كثرة عدد العوانس والمطلقات والأرامل وصواحب الظروف الخاصة ، حيث اعتبر المسيار أحد الحلول المتاحة لمكافحة ظاهرة العنوسة التي تفشت في المجتمع وبلغت أرقاماً قياسية تقدرها بعض الإحصاءات بأكثر من 25مليون عانس فى الوطن العربي فضلاً عن المطلقات والأرامل.
· رفض كثير من الزوجات لفكرة التعدد ، فيضطر الزوج إلى هذه الطريقة حتى لا تعلم زوجته الأولى بزواجه .
· رغبة بعض الرجال في الإعفاف والحصول على المتعة الحلال مع ما يتوافق وظروفهم الخاصة .
· تهرّب البعض من مسؤوليات الزواج وتكاليفه ويتضح ذلك في أن نسبة كبيرة ممن يبحث عن هذا الزواج هم من الشباب صغار السن حبث يعزون ذلك الى غلاء المهور وزيادة الطموح عندهم والفتيات لما يرونه في الفضائيات من رفاهية دائمة فيتمنون مثلها، ومن جهة أخرى فقد كان في السابق الإقبال على زواج المسيار من الرجال وليس النساء أما الآن المرأة هي من يطالب به وبشروط غريبة على مجتمعنا تتفاوت فيها الشروط حسب حاجة امرأة بين مادية كتوفير إيجار مسكن أو رصيد في البنك أو سيارة أو شروط تحديد وقت لحضور الزوج لتهرب من المسئوليات الزوجية.
مساوئ المسيار:
قد يتحول الزواج بهذه الصورة إلى سوق للمتعة وينتقل فيه الرجل من امرأة إلى أخرى، وكذلك المرأة تنتقل من رجل لآخر.
الإخلال بمفهوم الأسرة من حيث السكن الكامل والرحمة والمودة بين الزوجين .
قد تشعر المرأة فيه بعدم قوامة الرجل عليها مما يؤدي إلى سلوكها سلوكيات سيئة تضر بنفسها وبالمجتمع .
عدم إحكام تربية الأولاد وتنشئتهم تنشئة سوية متكاملة ، مما يؤثر سلباً على تكوين شخصيتهم.
فلهذه الأضرار المحتملة فهذه الصورة من صور النكاح ليست هي الصورة المثلى المطلوبة ، ولكنها تبقى مقبولة في بعض الحالات من أصحاب الظروف الخاصة .
نظرة عامة الى المسيار:
ويجدر بنا في نهاية حديثنا أن نشير الى أنه يجب مناقشة موضوع زواج المسيار مناقشة فقهية واقعية للوقوف على مدى موافقته للشرع الاسلامي الحنيف ومدى تأثيره على الكيان الأسري ايجاب أو سلبا، ومدى ضرره أو نفعه للمجتمع.، حيث أن الأسرة هي البيئة الأولى التي ينمو فيها الفرد حسا ومعنويا، وقد اهتم الاسلام بالأسرة، وسن التشريعات اللازمة التي تضمن لها التماسك والاستقرار، ويكفي أن نسلط الضوء على أن هناك صورتين في القران الكريم اسمهما "النساء" و "الطلاق" تنظمان العلاقة بين قطبي الأسرة، الرجل والمرأة بالاضافة الى الايات المتفرقة في القران وأحاديث نبينا عليع الصلاة والسلام والتي تعالج شؤون الأسرة، فلقد وصف القران الكريم الزوجة بأنها سكن ومودة ورحمة فقال تعالى في سورة الروم" ومن اياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون".

زواج المشاهير


وليس المشاهير العرب اقل إقبالا على الزواج والطلاق من زملائهم في الغرب وتشكل الأخبار الخاصة عنهم مادة دسمة للصحف والمجلات وشاشات التلفزيون تختلط فيها الدموع وتبادل الاتهامات والتبريرات والشكاوى، ويتحول خبر زواج أو طلاق أي منهم إلى مادة دسمة تملأ الصحف وتثير فضول الجماهير التي تميل إلى حب الثرثرة، فالجمهور العربي يترقب دوما زواج المشاهير ولكن بدون حس المفاجأة والانبهار الذي كان يطغى عليهم في السابق، وذلك بمعرفة شخصيات العرس وتفاصيل حفل الزفاف الضخم وأسباب الطلاق في نهاية المطاف، فلم يعد يحلم الشاب أو الفتاة بالزواج من مغنية مشهورة أو لاعب جميل، وذلك بعد صدور عدة برامج تلفزيونية تقوم على نشر فضائح الحياة الزوجية للمشاهير بعد أن كانت مغطاة بقشر البصل، اضافة الى انتاج برامج تلفزيون الواقع للتوفيق بين رأسين والتي حولت الحلم الى واقع أمام الشباب العربي لاقامة حفل زفاف يضاهي حفلات زواج المشاهير والمضحك في الأمر أن هؤلاء الشباب والفتيات أصبحوا يستطيعون طلب المغني الذي يحبونه والذين حلموا يوما للارتباط به للغناء في حفلات زفافهم، ويصبحون مادة دسمة لألسنة الناس بعد أن كانوا مختفيين وراء ستار حياتهم الطبيعية، ولو حاولنا الوقوف قليلا عند أشهر مشاهير الزواج ، لوجدنا أنهم يجمعون بين عدة مجالات بدءا من السياسيين مرورا بأصحاب الأموال وانتهاء بالفنانين واللاعبين، ولعل من أشهر هذه الزيجات من العام الماضي الى يومنا هذه هو زواج الأميرة ريم بنت الأمير الوليد بن طلال مالك قنوات روتانا من الأمير سلطان، حيث يقال بأن قيمة خاتم الزفاف الماسي بلغت مليوني دولار وقد نقل جوا بطائرة خاصة من باريس الى الرياض مكان اقامة حفل الزفاف، اضافة الى أن بطاقات الدعوة كتبت بماء الذهب وقد حضر الحفل جميع مغنيي روتانا تقريبا وأدوا أدوا أغنيات خاصة وجديدة لهذه المناسبة تغنى لأول مرة، وقد شهد هذا الحفل حضورا ضخما من السياسيين والأمراء وأصحاب رؤوس الأموال، أيضا نستطيع أن نسلط الضوء على زواج الفنانة ليلى علوي من الجمال شقيق زوجة الرئيس المصري حسني مبارك والذي تم في سرية لا نعلم أسبابها، وبعيدا عن أي حضور اعلامي أو حفلة ضخمة.
وخلاصة هذا الزواج أننا نجد أن كل مشهور انسان حتى ولو حاول اقناع الناس بغير ذلك، وحاول صنع هذه الهالات العظيمة حول نفسه، فلربما يستمتع ساعة بحفل زفافه ويعيش بقية حياته بتعب وكدر، بينما نجد الانسان العادي يعوض حفل زفافه البسيط بحياة جميلة هادئة على مدى العمر، بعيدة عن الملاحقات الاعلامية ونشر أخباره على حبل الغسيل.

المهر الغالي والصيد الثمين




إن الله تعالى أراد من المهر أن يكون هدية رمزية يقدمها الرجل إلى زوجته كعربون لمحبته ووفائه وإخلاصه، فبعد أن كان الزواج من أيسر الأمور عند المسلمين أصبح من أصعبها وأكثرها مشقة وعذابًالكل المسلمين، وفي أيامنا هذه تحول الزواج إلى تجارة مربحة والمرأة إلى سلعة غالية والرجل إلى صيد ثمين، فيطالب الاباء بأسعار خيالية مقابل تزويج بناتهم ويحققون الفخر والعزة لهن أمام أقاربهن وأصدقائهن على حد سواء، وما هذه المفاهيم الخاطئة إلا مظهر من مظاهر الجهل والتخلف الذي يسيطر على عقولنا ويتحكم بها، أو ربما تكون هذه المفاهيم الخطيرة نتيجة حتمية وردة فعل طبيعية عند أولياء الأمور حيث إن كثيرًا من أولياء الأمور يظنون أن قيمة المرأة وكرامتها مرتبطان إلى حد كبير بالمهر قبل الزواج وإذا غالوا بمهور بناتهم فإن في ذلك حماية لهن من غدر الرجال وظلمهم وطغيانهم، فهم يعتقدون أن المهر الغالي هو أهم عقبة في وجه من يريد أن يرمي زوجته بالطلاق متى أراد ذلك، فهم يعتبرون أن المرأة التي يكون مهرها زهيدًا، إنما تفقد قيمتها أمام زوجها وأصدقائها وأقربائها، فبقدر ما يكون المهر غاليًا فاحشًا بقدر ما تكون هذه المرأة في أعين الناس غالية والعكس صحيح أيضًا، ولو فرضنا جدلاً أن المهر يحمي المرأة من الطلاق فهل يحميها من تعدد الزوجات وهل يحميها من الخيانة، هل يحميها من الهجر، هل يحميها من العذاب الذي قد يصيبها زوجها به.

إن مشكلة غلاء المهور من المشاكل التي يواجها شبابنا في أيامنا الحالية …. فرغبة الشاب بالزواج تتوقف بمجرد سماع الشروط التي يمليها عليه أهل العروس أو العروس نفسها … المهر حق للزوجة وواجب على الزوج سداده … لتكن نظرتنا واقعيه لما نعيشه من ظروف وخاصه في الوطن العربي … لنقف وقفة تمعن ونسأل أنفسنا هل من الممكن لشاب أن يحصل على راتب يمكنه من القيام بتنفيذ جميع المتطلبات والشروط المرسومة من قبل الفتاة أو العقل المدبر لها ( العائلة ) ؟؟؟… عجبي من تلك الفتيات و العائلات!!! ..التي تطالب الزوج المسكين باقامة حفلة زاخرة مزخرفة, صاخبة تعلوها أصوات(الديجي) ناهيك عن المكان الذي تقام به الحفلة والذي قد يصل ايجاره الي ٌ 200 دولار وما فوق .. اضافة الى ما سينفق بشأن المأكولات والمشروبات وغيرها من الاْمور، اضافة الى متطلبات العروس من حاجة الذهاب الى الصالون وعمل فستان الحفلة وشراء بعض الحاجيات الجديدة وووو…لما هذه المظاهر الكاذبة وهي في الاْساس مجرد مظاهر وقشور… وعندما يتقدم الشاب للزواج يأمل بالاستقرار في ظل أسرة وزوجة وأطفال … لا بهدف لشيء آخر … فلماذا نصعبها عليه ؟؟ والشباب الواعي المتزن الخلوق سيبادر دائما بخطبة من هي تناسبه دون الالتفات الى الاْمور الاْخرى.. في نفس الوقت نجد أن نسبة الفتيات بدون زواج تتراوح مابين 40 الى 60 بلمئة .. لذلك يجب على الأباء والأمهات الانتباه اليها وعدم خلق حواجز وتسهيل عملية الزواج… وتبقى مشكلة الشباب هي نتيجة الاْفكار العقيمة السقيمة بشأن الغلاء في المهور … فتجلس البنت تندب حظها وليت الذي كان لم يكن وهل ينفع الندم بعدها ؟؟ وماذا يمكنني أن أقول لعائلة .. لم ترضى الا بمهر لا تدركة العقول ولا الاْبصار ؟؟؟ ها هي الكارثة تحط على رؤوسنا لتتفاقم في مجتمعنا فتبذر لنا بذرة المرض النفسي الذي قد يسببه لنا عدم زواج الفتاة وشعورها بالنقص وأن لا أحد يرغب بالزواج منها …. ان المشاعر الحقيقية لاتشترى بالمال لأن استمرار الحياة الزوجية هو بالحب والتفاهم والمرأة لا تشعر بقيمتها الحقيقية، إلا إذا تزوجت بزوج يخاف الله ويعمل لآخرته، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا فيقول: ‘إذا جاءكم من ترضون دنيه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير’ رواه الترمذي، إن هذا الزوج هو الكنز الحقيقي الذي يجب أن يبحث عنه الآباء لبناتهم، أما كنوز الدنيا كلها، فلا تساوي شيئًا، إذا كانت حياة المرأة جحيمًا لا يطاق، إن على أولياء الأمور أن يعلموا أن البركة أهم من المال والمهر، وأن المظاهر الفارغة والتافهة لا قيمة لها، وأن هذه البركة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كان الزواج سهلاً ومسؤولياته قليلة، وهذا ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: ‘إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها‘ [رواه أحمد].وقوله صلى الله عليه وسلم: ‘إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة‘.

الخاطبة الفضائية


تقوم بعض الفضائيات بدور الخاطبة بين الرجال والنساء، للتوفيق بينهم في موضوع الزواج فيرسل كل من الرجل والمرأة بياناته وتعرض على الشاشة ومن ثم يتم تبادل الرسائل والتعرف على الطرف الآخر.وربما بعد ذلك الزواج وقد كثرت هذه الفضائيات المتخصصة في التقريب بين راغبي الزواج






وربما يشهد عصرنا هذا الكثير من طرق الزواج وأنواعه والتي تتزايد بتطور التكنولوجيا وابتكار أساليب حديثة لتطويعها لخدمة الزواج، وقد بحثنا في رأي الدين لنستوضح شرعية هذه الطريقة الحديثة للزواج، حيث أفتى فضيلة الشيخ د.علي الشبل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذي قال:التوفيق بين الرجال والنساء من الأمور الممدوحة المندوب عليها شرعاً إذا قامت على أصولها الصحيحة ومراعاة الأحكام الشرعية والأعراف المرعية، قال تعالى {لاخير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما}، والنبي صلى الله عليه وسلم سعى بالتزويج وقال:(إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )، كما سعى صلى الله عليه وسلم في تزويج بعض صحابته مثل: ربيعة بن عامر الأسلمي وغيره، فقيام أهل الثقة والأمانة والكفاية في التوفيق بين الرجال والنساء ودلالة بعضهم على بعض من الأعمال الحسنة التي لها أثر طيب على المجتمع، وقربة عند رب العالمين، بشرط مراعاة أعرافنا وعاداتنا الكريمة وأحكام ديننا، فلابد أن يتولى هذا الأمر أهل الثقة والكفاية ممن يعرفون الرجل والمرأة وأهلهما وعوائدهما والملاءمة النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
التقنية جزء من الحياةالدكتور محمود كسناوي أستاذ علم الاجتماع بجامعة أم القرى قال: من وجهة نظري أرى أن يُشجع الشاب المقتدر على القيام باختيار شريكة حياته ويزوج لأن الزواج حق مشروع للإنسان فيسعى إليه إكمالاً لدينه، وكذلك الفتاة إذا أتاها من يُرضى دينه وخلقه تشجع على الزواج للقضاء على العنوسة في المجتمع.لكن لابد أن يكون عن طريق القنوات والوسائل المشروعة المتعارف عليها لدى المجتمع، فإن كانت هذه القنوات تقوم بطريقة التوفيق بشكل أخلاقي بدون إخلال بالعادات والتقاليد والدين أو إضرار بالشرف فلا بأس، لأن ذلك يكون فيه تعريف بالزوجين، أما إذا كانت تقوم بعمليات لا أخلاقية والتعرف بعلاقات غير مشروعة كأن يقوم الشباب بالتعرف على الفتيات وانتهاز الفرصة فأنا أدين كل شر.وعن توقعاته حول نجاح هذا الزواج عبر القنوات الفضائية أضاف قائلاً :إذا كان الفرد أو الشاب عندما قام بالاتصال والمراسلة عبر هذه القنوات ومن ثم اتبع الخطوة الثانية بالتعرف على أهل الفتاة وتعريف أهله بها كذلك فيعرف كلا الطرفين الآخر وأهله، أرى أن هذا الزواج ينجح بإذن الله، أما إذا كانت العملية عشوائية فقد لا يكتب لهذا الزواج النجاح طالما أن المعرفة كانت بطريقة عشوائية.كما رأى الكسناوي أن وسائل التقنية أصبحت جزءاً من أساسيات الحياة وأصبحت وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة وأدت إلى التقدم والتطور أكثر منها سلبية، فلكل شيء سلبية لكن لابد من حسن استغلاله.
ولا يجدر بنا أن ننسى دور العلماء الذين يخترعون كل يوم وسيلة تواصل لتسهيل الاتصال بين جميع الناس في مختلف أنحاء العالم، ولكن عند إساءة استخدامها من قبل أي شخص فبكل تأكيد ستعود بآثار سلبية على المجتمع وعلى الأفراد.

عريس بدون شهادة


بادرتني بالسؤال: هل أقبل برجل يحمل الشهادة الثانوية وأنالدي البكالوريوس، مع العلم أنه مهذب وعلى دين وخلق؟هذه الفتاة ليست الأولى ولن تكونالأخيرة التي يتقدم لها من أصحاب المؤهلات الورقية، سواء كانوا حملة شهادات إعداديةأو ثانوية أو حتى دكتوراه.
للأسف يتخبط الشباب والفتيات في معايير زوج وزوجةالمستقبل، وغالباً ما تكون معايير سطحية وليست جوهرية، فالشباب يبحثون عن جمالوأنوثة هيفاء، والفتيات يبحثن عن الوسامة والشهادة التي تعني لهن المركزالاجتماعي. بالرغم من أن المال ،الثروة, المنصب, والجمال جميعها لا تدوم. وتزول مع السنين وتقلباتها،وشخصية الإنسان بما تحمله من قيم وأخلاق ومبادئ ودين وعلم هي الباقي والدائم،وعندما يكون الهدف من الشهادة الجامعية هو الوجاهة الاجتماعية وحتى (تُبروز) وتوضعفي رأس المجلس للتباهي ولا تحدث تغييراً في صاحبها، فلا جدوى منها، فالتعليم إذا لميحدث أثراً ويتحول إلى سلوك يفيد من خلاله ومن حوله فلا قيمة له، ومن تفكر فيالشهادة ولا تضع إعتباراً لشخصية حاملها، لا تلوم بعد ذلك إلا نفسها، فكم من حملةشهادات لم يأخذوا من تعب السنين الطوال خلال دراستهم إلا ورقة لا تفرق شيئاً عنشهادة(السواقة) أو شهادة (الوفاة) بينما هناك أشخاص لم ينالوا حظهم من الشهادات،لديهم الثقافة العالية والفكر الواعي والعقول النيرة والقلوب الصافية.تخاف بعضهن منعقدة النقص التي قد تصيب من تتزوجه، وهو أقل مكانة شهادية منها، ولا أقول علمية،لأن هذا موضوع أخر، وأخريات يخشين نظرة المجتمع، والغالبية العظمى من شبابناوفتياتنا لا يحملون علماً وثقافة، بل مجرد (شهادات) تكون وسيلة للحصول على وظيفة أو غرض آخر فينفس يعقوب، أما من يعتبرون الشهادة تحصيل حاصل أكتسبوه من المعرفة والعلم وليس لغرضالشهادة، فهؤلاء قلة نادرة لهم شخصياتهم المتميزة والمتفردة من غيرهم.أتمنى أن لايتم الخلط بين حاملي الشهادات وحاملي العلم والثقافة.

المهر الغالي والصيد الثمين

إن الله تعالى أراد من المهر أن يكون هدية رمزية يقدمها الرجل إلى زوجته كعربون لمحبته ووفائه وإخلاصه، فبعد أن كان الزواج من أيسر الأمور عند المسلمين أصبح من أصعبها وأكثرها مشقة وعذابًالكل المسلمين، وفي أيامنا هذه تحول الزواج إلى تجارة مربحة والمرأة إلى سلعة غالية والرجل إلى صيد ثمين، فيطالب الاباء بأسعار خيالية مقابل تزويج بناتهم ويحققون الفخر والعزة لهن أمام أقاربهن وأصدقائهن على حد سواء، وما هذه المفاهيم الخاطئة إلا مظهر من مظاهر الجهل والتخلف الذي يسيطر على عقولنا ويتحكم بها، أو ربما تكون هذه المفاهيم الخطيرة نتيجة حتمية وردة فعل طبيعية عند أولياء الأمور حيث إن كثيرًا من أولياء الأمور يظنون أن قيمة المرأة وكرامتها مرتبطان إلى حد كبير بالمهر قبل الزواج وإذا غالوا بمهور بناتهم فإن في ذلك حماية لهن من غدر الرجال وظلمهم وطغيانهم، فهم يعتقدون أن المهر الغالي هو أهم عقبة في وجه من يريد أن يرمي زوجته بالطلاق متى أراد ذلك، فهم يعتبرون أن المرأة التي يكون مهرها زهيدًا، إنما تفقد قيمتها أمام زوجها وأصدقائها وأقربائها، فبقدر ما يكون المهر غاليًا فاحشًا بقدر ما تكون هذه المرأة في أعين الناس غالية والعكس صحيح أيضًا، ولو فرضنا جدلاً أن المهر يحمي المرأة من الطلاق فهل يحميها من تعدد الزوجات وهل يحميها من الخيانة، هل يحميها من الهجر، هل يحميها من العذاب الذي قد يصيبها زوجها به.

إن مشكلة غلاء المهور من المشاكل التي يواجها شبابنا في أيامنا الحالية …. فرغبة الشاب بالزواج تتوقف بمجرد سماع الشروط التي يمليها عليه أهل العروس أو العروس نفسها … المهر حق للزوجة وواجب على الزوج سداده … لتكن نظرتنا واقعيه لما نعيشه من ظروف وخاصه في الوطن العربي … لنقف وقفة تمعن ونسأل أنفسنا هل من الممكن لشاب أن يحصل على راتب يمكنه من القيام بتنفيذ جميع المتطلبات والشروط المرسومة من قبل الفتاة أو العقل المدبر لها ( العائلة ) ؟؟؟… عجبي من تلك الفتيات و العائلات!!! ..التي تطالب الزوج المسكين باقامة حفلة زاخرة مزخرفة, صاخبة تعلوها أصوات(الديجي) ناهيك عن المكان الذي تقام به الحفلة والذي قد يصل ايجاره الي ٌ 200 دولار وما فوق .. اضافة الى ما سينفق بشأن المأكولات والمشروبات وغيرها من الاْمور، اضافة الى متطلبات العروس من حاجة الذهاب الى الصالون وعمل فستان الحفلة وشراء بعض الحاجيات الجديدة وووو…لما هذه المظاهر الكاذبة وهي في الاْساس مجرد مظاهر وقشور… وعندما يتقدم الشاب للزواج يأمل بالاستقرار في ظل أسرة وزوجة وأطفال … لا بهدف لشيء آخر … فلماذا نصعبها عليه ؟؟ والشباب الواعي المتزن الخلوق سيبادر دائما بخطبة من هي تناسبه دون الالتفات الى الاْمور الاْخرى.. في نفس الوقت نجد أن نسبة الفتيات بدون زواج تتراوح مابين 40 الى 60 بلمئة .. لذلك يجب على الأباء والأمهات الانتباه اليها وعدم خلق حواجز وتسهيل عملية الزواج… وتبقى مشكلة الشباب هي نتيجة الاْفكار العقيمة السقيمة بشأن الغلاء في المهور … فتجلس البنت تندب حظها وليت الذي كان لم يكن وهل ينفع الندم بعدها ؟؟ وماذا يمكنني أن أقول لعائلة .. لم ترضى الا بمهر لا تدركة العقول ولا الاْبصار ؟؟؟ ها هي الكارثة تحط على رؤوسنا لتتفاقم في مجتمعنا فتبذر لنا بذرة المرض النفسي الذي قد يسببه لنا عدم زواج الفتاة وشعورها بالنقص وأن لا أحد يرغب بالزواج منها …. ان المشاعر الحقيقية لاتشترى بالمال لأن استمرار الحياة الزوجية هو بالحب والتفاهم والمرأة لا تشعر بقيمتها الحقيقية، إلا إذا تزوجت بزوج يخاف الله ويعمل لآخرته، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا فيقول: ‘إذا جاءكم من ترضون دنيه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير’ رواه الترمذي، إن هذا الزوج هو الكنز الحقيقي الذي يجب أن يبحث عنه الآباء لبناتهم، أما كنوز الدنيا كلها، فلا تساوي شيئًا، إذا كانت حياة المرأة جحيمًا لا يطاق، إن على أولياء الأمور أن يعلموا أن البركة أهم من المال والمهر، وأن المظاهر الفارغة والتافهة لا قيمة لها، وأن هذه البركة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كان الزواج سهلاً ومسؤولياته قليلة، وهذا ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: ‘إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها‘ [رواه أحمد].وقوله صلى الله عليه وسلم: ‘إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة‘.

زواج عالهوا


إن برامج تلفزيون الواقع تفرض نفسها بقوة على خارطة برامج الفضائيات، فاستبدلت الاهتمام بالمواضيع المصيرية إلى المواضيع السطحية والمراقبة الدائمة والتي تهدم الخصوصية، وتمس الكرامة الإنسانية في أسلوب لملء شاغر البطالة في منظومة الشباب الفكرية بما يناقض خصوصية الرجل الشرقي وابتذالها لقدسية الحب.القائمين على هذه البرامج يخططون لإبقاء وإخراج المتنافسين وفق حسابات معينة، فتلقفت الفضائيات الأسطورة اليونانية وأعادت صوغها بقالب برامجي مربح محولة استوديوهاتها إلى حيز خاضع لمراقبة دقيقة على مدار الساعة ولكن ليس من قبل سجّان ذي رأس مليء بالعيون كما تروي أسطورة سجن بانبتيكون بل بكاميرات تصوير، ومهما كان مصدر إلهام مبتكري برامج تلفزيون الواقع إلا أنها استطاعت فرض نفسها بقوة على خارطة برامج الفضائيات ونافست بجدراة الأنماط البرامجية الأخرى حتى أصبحت مثار جدل. ويبدو أن تلفزيون الواقع يسعى لخلخلة القيم الإنسانية لاسيما المتعلقة بالرابطة الزوجية، فمن جهة قبول الفتيات عرض أنفسهن أمام ملايين البشر في هذا البرنامج، مؤشر خطير على أنهن يعشن هاجس الخوف من فخ العنوسة.، وفي اليد الأخرى فإن هذه البرامج تناقض خصوصية الرجل الشرقي الرافضة للمجاهرة باسم الحبيبة والتغزل فيها على الملأ، حيث يبتذل البرنامج قدسية الحب، فوجود جائزة مالية للزوجين اللذين سيفوزان بالبرنامج يبعد الزواج عن هدفه السامي ويشكك برغبة الطرفين بتشكيل أسرة.
الشهرة والبروز الإعلامي وراء المشاركةوللزواج شروطا لا تحققها برامج تلفزيون الواقع، أبرزها التوافق في الخلفيات الاجتماعية والثقافية، حيث أن الحياة العادية تختلف عن الحياة على الهوا التي يعيشها المشتركون في البرنامج، وربما الرغبة بالشهرة والبروز الإعلامي وقفت وراء اشتراك البعض في هذه البرامج.
وهم التصويت الإلكترونيّويوهم تلفزيون الواقع المشاهدين بامتلاك سلطة انتقاء الشخص الذي يرغب في إنقاذه من دائرة الخطر النومنيه بالتصويت له إلكترونيا، غير أن مطلعين يؤكدون على أن القائمين على برامج الواقع يخططون لإبقاء وإخراج المتنافسين وفق حسابات تضمن استمرارية حماس المشاهدين للمتابعة.
عبقرية الابتزاز والإنفاقولبرامج الواقع تطلعات اقتصادية جوهرية، في هذا السياق يقول أستاذ علم التسويق في جامعة عمان الأهلية الدكتور خالد الكردي: إن تلفزيون الواقع صيغة عبقرية لابتزاز المشاهدين وحملهم على إنفاق أموالهم على الاتصال وإرسال الرسائل القصيرة للتصويت لمرشحهم، فضلا عن المبالغ الهائلة التي حققتها القنوات من جيوب المعلنين الذين يتنافسون على بث إعلاناتهم أثناء عرضها. ويفيد الكردي بأن لكل مؤسسة إعلامية مواقف سياسية واجتماعية وثقافية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمصالح مجموعات اقتصادية في المجتمع هدفها المال، محذرا من أن سيطرة مهووسين بالربح على أجهزة الإعلام يهدد قيم المجتمعات.
خطورة تعريبها دون تعديلوركز الكردي على أن خبراء في تشكيل اتجاهات الجماهير سياسيا وفكريا واستهلاكيا يضطلعون بمهام التخطيط والإعداد البرامجي في الغرب، منوها إلى خطورة تعريبها دون إجراء تعديلات على مضمونها بما يتوافق وخصوصية المجتمع العربي.ويقول صاحب كتاب المشكلون لسلوك الشعب الأمريكي فانس باكارد : من الممكن استخدام المعرفة المتطورة لاستعباد الناس بطريقة لم يحلم بها أحد من قبل بإلغاء شخصياتهم المتميزة والسيطرة عليهم بوسائل مختارة بعناية بحيث لا يدركون أبدا أنهم فقدوا شخصياتهم.ويخلص الكردي إلى أن للإعلام سلطة اجتماعية تؤثر في إرادة الناس وتدفعهم إلى سلوك استهلاكي لا يعبر عن احتياجاتهم الحقيقية. والظاهر أن حمى المراقبة والتجسس المستشرية في المجتمعات وصلت إلى قطاع الإعلام الذي وضعها بقالب برامجي ترفيهي يخضع أشخاصا يتنافسون من أجل الشهرة والمال للمراقبة على مدار الساعة.