الجمعة، 8 مايو 2009





نار الغيرة٢«
 تحرق قلوب الأزواج


 »

غيرة وحيرة.. شك ونار.. يملأ القلب ليل نهار.. أسئلة واستفسارات في أعين الأزواج للزوجات تحتاج إلى إجابات ولكن هيهات هيهات.. فالزوجات أبدع مما يكن متهمات.. لكن هن متدللات على بعض الأزواج الذين ماتت في قلوبهم الحب والآهات.
هل تغير على زوجتك.. هل زوجك يشعرك بالغيرة؟.. تساؤلات نطرحها على الأزواج والزوجات في مباراة اليوم..
تقول نادية موسى إن زوجها كان يغير عليها بشدة أثناء فترة الخطوبة فكان يحاصرها بأسئلة ليعرف متى خرجت وإلى أين ذهبت ومع من ومتى رجعت ومن حديثها في التليفون ومن قابلته في العمل، أسئلة كثيرة كان يطرحها عليها يومياً بل يمكن أن تتكرر في اليوم الواحد أكثر من مرة ولكن بمجرد أن تزوجها فبدأت هذه الأسئلة تقل شيئاً فشيئاً حتى تلاشت نهائياً بعد مرور خمس سنوات على الزواج.
وتوضح ذلك بأن الحب دائماً يقل بعد الزواج حيث يشعر الرجل بأنه امتلك زوجته ولا تستطيع أن تحب رجلاً آخر غيره أو حتى تفكر في أي إنسان آخر لأن الوفاء دائماً عند المرأة يكون بنسبة أكبر عند مقارنته بالرجال.
وترى سعاد صبري أن غيرة الزوج على زوجته هي دليل وبرهان على حبه لها، وعلى أن هذا الحب لم ينضب أو يقل، فالمرأة تكون في أسعد لحظاتها عندما تشعر بغيرة زوجها عليها، والغيرة لا يجب أن تتعدى حدوداً معينة حتى لا تتحول إلى شك في قلب الرجل من ناحية زوجته.
وتقول إن الغيرة تختلف بالطبع أثناء الخطوبة عن الزواج، فبالزواج تقوى العلاقة بين الرجل والمرأة وتتماسك ومع ذلك لا ينعدم الشعور بالغيرة بينهما بل يظهر في الأفعال والتصرفات، فعلى سبيل المثال تجد الرجل عندما يزوره أحد الأصدقاء لا يسمح لزوجته بالجلوس معه أو تظهر أمامه متزينة، وأشياء كثيرة من هذا القبيل.
“سعادة المرأة عندما ترى الغيرة والحب في عيون حبيبها”.. هكذا أكدت سالي حسن موضحة أنها تشعر بسعادة كبيرة عندما تشعر بغيرة زوجها عليها حتى إنها تقول إن في فترة الخطوبة كانت أحياناً تستنفر غيرته لتتأكد من حبه لها ولكن بعد الزواج قلت الغيرة إلى حد ما ولكنها ما زالت موجودة.
وتلفت الانتباه إلى شيء آخر وهو أن المرأة غالباً ما تكون أكثر غيرة على زوجها بينما الرجل فلا يجب أن يظهر غيرته حتى لا يكون في موقف ضعف ولكن المرأة الذكية لابد أن تعي أن غيرة الرجل على زوجته تختلف بالطبع عن غيرة المرأة على زوجها فكل واحد يغير بطريقته.
يوضح ممدوح سلامة أن أكثر ما يميز طباع الرجل الشرقي والعربي هو الغيرة على عرضه وشرفه والذي تحمله زوجته، فلا يوجد رجل يكره زوجته إلا لم يتزوجها، ولكن بعد الزواج قد تهدأ المشاعر وهذا ما يجعل المرأة تعتقد أن زوجها تغير من ناحيتها ولكنها لا تفهم أن الرجل مثل الطفل الكبير الذي يحتاج التدليل والحنان والحب إلى جانب إحساسه بالمسؤولية والطاعة من جانب زوجته، هذه الأشياء بالطبع تجدد الحب وتجعل الحياة بين الزوجين أكثر استقراراً.
أما يوسف محمود، فيؤكد أنه يغير على زوجته لأنه يحبها جداً ويشير إلى أن غيرته لا تنبع من عدم ثقة أو شك فيها ولكنها تنبع من حب وخوف كبير عليها.
وعادل عثمان يرى أن الرجل يجب ألا يشعر زوجته أنه يغير عليها بشكل كبير لأنها في تلك الحالة تحاول أن تفرض سيطرتها عليه وتتحكم فيه لأنها ستعرف بهذه الطريقة نقطة ضعفه ومن أصعب ما يحدث بين الزوجين أن يعرف أحدهما نقطة ضعف الآخر، ففي ذلك الوقت تميل كفة الميزان لأحدهما ضد الآخر وتصبح الحياة بينهما في صالح أحدهما عن الآخر.
أما أمل حسنين فتقول إن الزوج يغير على زوجته إذا كانت أجمل منه بشكل لافت فهو يشعر في هذه الحالة أن من حوله يعتقدون أنها كثيرة عليه وأنه لا يستحقها ووقتها تصبح نظرات الناس لهما كالخناجر التي تخترق قلبه وكرامته، وتجعله دائماً على صفيح ساخن تأكلهم نار الغيرة وتحول حياتهم إلى جحيم.
ترى سمر عبدالله أن الرجل الغيور هو الرجل عديم الثقة بنفسه وربما حتى بزوجته، فالرجل حينما يغير بشكل زائد على زوجته فهذا يشعرها أنه رجل ضعيف ومزعزع وغير واثق من نفسه، وربما تصل غيرته بهما أحياناً إلى دائرة الشك وساعتها لا يمكن أن يستمر زواجهما لأن الموضوع تعدى الغيرة والحب ووصل إلى طريق لا نهاية له.
تعتقد إيمان سمير أن الرجل دائماً يريد أن يشعر أن زوجته ملك له من الألف إلى الياء فلا يسمح لأي شخص بالاقتراب منها ولا يسمح لها بأن تنظر ولو حتى نظرة لرجل غيره فهو دائماً كالمجنون حينما يتعلق الأمر بزوجته والرجال، ويزيد الأمر سوءاً إذا كانت زوجته جميلة جمالاً آخاذاً أكثر من الطبيعي وقتها يشعر أنها لابد ألا تخرج من المنزل ويحاول إيهامها بأنها جوهرة ثمينة يحاول هو الاحتفاظ بها في علبة قطيفة.
وتوضح أسماء مروان أن الرجل تشعل نيران الغيرة بقلبه حينما يعرف من زوجته قبل أو بعد الزواج عن أي نوع من العلاقات أو المعارف أو حتى قصص الحب قبل الزواج فإذا أخبرته أنها أحبت شخصاً قبله يصير كالمجنون يبحث عن هذا الشخص في كل من تعرفهم لذلك فكل الرجال يفضلون ألا يعرفوا شيئاً عن ماضي زوجاتهم قبل الزواج في حين أن الزوجات تحبذ للغاية معرفة ماضي أزواجهن ولا تحاسبهم عليه.
تقول رانيا مجدي إن غيرة زوجها من كل شيء ولا شيء بصفة مستمرة تجعل الوقت الذي يجمعهما عبارة عن شجار وجدال عنيف حول الشخصيات التي أتعامل معها والزملاء حتى لو كانت العلاقة عادية ومع الوقت تلاشت الرومانسية وحل بدلاً منها غيرة لا مبرر لها.
اتفقت معها سها سالم والتي أكدت أن غيرة الأزواج تؤدي في بعض الأحيان إلى الانفصال أو الطلاق لأنه في أغلب الأحيان لا تتحمل الزوجة كثرة الشجار بسبب الغيرة والتي قد تتحول في داخلها إلى الإحساس بشك زوجها في أخلاقها، وبالتالي ومع مبالغة الطرف الآخر في ردود أفعاله تتحول العلاقة الزوجية إلى جحيم وتستحيل معها العشرة وبالتالي يحدث الانفصال.
تختلف معها مني جمال مؤكدة أن الإحساس بالغيرة شيء لابد منه بين الأزواج وهو دليل الحب ليس فقط بعد الزواج ولكن منذ أن يبدأ الحب داخل القلوب وتبدأ معه مشاعر جميلة تجعل المحب يشعر وكأن الطرف الآخر ملكية شخصية له «أنانية» ممتعة تجعل الرجل يشعر بالغيرة عندما ينظر أحد لحبيبته أو يحاول مغازلتها أو حتى دون مبرر قوي ولكن مجرد الحب والغيرة لذا فهو إحساس جميل رغم ناره.
محمود طلعت ضمن أزواج تتملكهم الغيرة كثيراً على زوجاتهم وتحدث عن ذلك قائلاً: منذ أن ارتبطت بزوجتي وأحببتها وأنا لا أطيق تعاملها مع أحد غيري حتى أصبح ذلك مرض يصيبني عند خروجنا من المنزل لحضور مناسبة ما أوعند زيارة أحد من الأقارب فتتحول الجلسة إلى شجار ووقت ممل نقضيه في حوارات عقيمة وصوت عالٍ وفي النهاية نحن الاثنان نخسر من الوقت الجميل الذي من المفترض أن نقضيه سوياً في هذه الأمور ولكن في النهاية هي خارجة عن الإرادة.
أما محمد محمود فيرى أنه من المفترض أن تظل الزوجة في البيت كربة منزل لأن سوق العمل هو ما يزيد من الغيرة ويتسبب في المشكلات بعيد الزوجين وكي تتفاداه يجب عليها الالتزام بالمكوث في المنزل.



  • مشكلة العنوس


  • فالأسرة أساس المجتمع،فمنها يبدأ، وعليها يعتمد،وبقدر ما تكون الأسرة مترابطة بقدرما يكون المجتمع قويًّا مترابطًا


  • .والزواج هو الوسيلة المثلى لبناء مجتمع هادئ قوي مستقر،والأسرة تتكون عن طريق الزواج،الذي يشبع الحاجات النفسية والجسدية للأفراد،ويقمع الانحراف والشذوذ،ويحقق الحياة الوادعة،ويوفر الهدوء والاستقرار،قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم: 21].ومن يُعْرض عن منهج الله وشريعته يكون عقابه المزيد من الآلام،فتزداد بالتالي المشكلات التي تصيب المجتمع،ومنها مشكلة العنوسة.تلك المشكلة التي تشغل بال بعض الأسر،وتحزن الآباء والأمهات قبل البنات.وجوهر المشكلة يكمن في تأخر سن زواج بعض الفتيات عن السن الطبيعية، مما يترتب عليه كثير من الآثار النفسية والاجتماعية الخطيرة.


  • أسباب العنوسة:


  • والتغلب على هذه المشكلة الخطيرة يتطلب معرفة أسبابها،التي تتفاوت ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية،ومن ذلك:-


  • 1 -عدم إقبال كثير من الشباب على الزواج؛لعجزهم المادي أمام ارتفاع المهور، بدرجة كادت أن تصبح عرفًا سائدًا وعادة محكمة،ويصل الأمر بالفقير إلى العجز عن التقدم لأية امرأة،فإذا حاول كان مثارًا للسخرية والاستهزاء به.- امتناع الحكومات في كثير من الدول الإسلامية عن معاونة الشبابالراغب في الزواج، من خلال تهيئة الظروف المساعدة على الحياة الكريمة في مختلف المجالات.-


  • -2 انخفاض مستوي المعيشة في العديد من الدول الإسلامية،مع الارتفاع المطرد للأسعار.-


  • 3- العصبيات التقليدية؛كأن نجد عائلة لا تتزوج إلا من عائلة معينة،أو لا تزوِّج بناتها للغرباء عنها؛حفاظًا على شرف العائلة أو ميراثها أو حسبها.-


  • 4-تعنت بعض الفتيات،ورفضهن الزواج من الأشخاصالذين لا يقيمون معهن في منطقة قريبةمن بيت الأسرة.- الحروب التي يذهب ضحيتَها الآلافُ من الشباب،فتزيد نسبة الإناث إلى الذكور


  • 5-.- انسياق بعض الفتيات وراء التيارات الفكرية المنادية بتحرير المرأة،والمساواة مع الرجل، وتحقيق الذات، وهنا ترفض بعض الفتيات الزواج حتى ينتهين من التعليم،ويحصلن على وظيفة مناسبة،فتزيد أعمارهن، وتقل فرصهن في الزواج.


  • 6-- كثرة المشاكل العائلية بين الأبوين،فتنشأ الفتاة ولديها فكرة سيئة عن الزواج،فترفض الإقدام عليه خوفًا من الوقوع في نفس المشاكل.


  • 7-- الاختلاط الفاسد والانحلال وفساد المجتمع،فيجد الشباب الطريق ميسورًا لإشباع شهواتهوقضاء حاجاته دون التزام أو قيد،إضافة إلى أن هذا الاختلاط يدفع العديد من الشباب إلى عدم الثقة في النساء بوجه عام،فيحجم عن الزواج.


  • 8- معارضة بعض الآباء في تزويج بناتهم الموظفات طمعًا في أموالهن، مع تبرير موقفهم بحجج واهية، ومن ذلك القول:(إنه لم يحدث نصيب)، أو (لا يوجد أحد في مستواها)... إلخ


  • .آثار العنوسة


  • :وأمام هذا التعدد والتنوع في الأسباب التي أفضت إلى هذه المشكلة الخطيرة،فقد أفرزت هذه المشكلة العديد من الآثار التي تهدد المجتمع الإسلامي،وتؤثر في تماسكه،وتظهر خطورة العنوسة على عدة مستويات:خطورتها بالنسبة للفتاة:بحيث تصاب الفتاة (العانس) بالعديد من الآلام النفسية، فتشعر بالحزن والاكتئاب،والنفور من الناس خشية السخرية والتلميح الجارح،وهذا قد يترتب عليه العديد من الآلام العضوية.


  • والأخطر أن الفتاة قد تنحرف عن الطريق السوي التماسًا للسكن والعاطفة.خطورة العنوسة بالنسبة للأسرة:تُحْدِثُ العنوسة آثارًا نفسية سيئة على كل أسرة فيها عانس،حيث يشعر أفرادها بالهم والغم،بل الخزي والعار في بعض المجتمعات، حيث الخوف من نظرات الناس وتفسيرها بغير معناهاواعتبارها نوعًا من الاتهام لهم ولبناتهم،مما يؤثر بصورة سلبية على العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.


  • خطورة العنوسة بالنسبة للمجتمع:


  • حيث يؤدي انتشار ظاهرة العنوسة لأخطار شديدة على المجتمعات،إذ يحدث التفكك والتحلل في المجتمع،وتنتشر الأحقاد والضغائن بين أفراده،كما ينتشر الفساد والرذائل والانحرافات،التي تندفع إليها بعض الفتيات في ظل الدوافع النفسية التي يعانين منها.كما تنبت وتترعرع في ظل مشكلة العنوسة بعض العادات الجاهلية؛كالسحروالدجلوالشعوذة،ظنًّا من البعض أن هذا سيؤدي إلى زواج بناتهم.وأمام كل هذا الخطر... ما الحل؟إن الإسلام لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الظاهرة،بل وضع العديد من الأسس والمبادئ التي تقضي عليها،وتجنب المسلمين أخطارها،


  • ومن ذلك:-1- الحث على الاعتدال والوسطية في كل شيء،ومن ذلك المهور؛فلا تكون فوق الطاقة،ويراعي الحرص على الخلق والدين قبل المال عند اختيار الزوج المناسب، فإذا توفر الخلق النبيل والحرص على الدين، فهذا هو الفوز والمغنم، قال صلى الله عليه وسلم (: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد) [الترمذي].


  • -2- تأكيد مسؤولية الحاكم في توفير فرص الحياة الطيبة لرعيته،والنهوض بأعبائهم،والسهر على حل مشكلاتهم.وقد أفتى العلماء بجواز تزويج المعسر من مال الزكاة،وقد أمر عمر بن عبد العزيز بالمال


  • -من بيت المال- لتزويج الشباب.


  • -3- العمل على تحقيق التنمية في الدول الإسلامية، بما يرفع من أحوال المعيشة،لتسهيل فرص المعيشة الكريمةوبناء أسر جديدة بالزواج.


  • 4- إزالة الفجوات وتقريب المسافات بين مختلف أفراد المجتمع،حتى لا يكون الاختلاف الطبقي مبررًا لعدم الزواج من صاحب الخلق والدين.


  • -5- الأخذ بمبدأ (تعدد الزوجات)؛الذي يُعَدُّ متنفسا شرعيًّا عظيم الفائدة،في الحالات التي يزيد فيها عدد الإناث عن الذكور،وخاصة في زمن الحرب وما يعقبها.نهى الإسلام الآباء عن منع بناتهن من الزواج،لهوى في نفوسهم أو لمآرب يسعون إليها.إن العودة إلى شريعة الله وهدي النبي ( هي الشفاء من كل ما يصـيب المجتمع من مشكلات،وهي الواقي للمجتمع من التدهور والانهيارتحت معاول الاختلاط والانحلال والغرائز والشهوات،قال (: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي) [مالك].


  • كلمة أخيرة


  • :يجب على المرأة -وهي مشغولة بعملها أو بتحصيل العلم- أن تتذكر أن المصير الطبيعي لها هو الزواج؛لتسكن إلى زوجها،لإنشاء بيت جديد وعش هادئ،ولذا وجب عليها ألا تنغمس في مثل هذه المشاغل حتى يكبر سنها،فلا تجد الأنيس الذي يؤنس وحشتها،والأليف الذي يملأ فراغها،وإلا فالندم هو المصير،وعليها التيقن من عدم التعارض بين دائرة العلم والعمل،ودائرة الزواج والأسرة،فإذا اضطرت أن تختار إحدى هذه الدوائرفعليها أن تعرف أولى هذه الأمور فتختاره