الجمعة، 8 مايو 2009





نار الغيرة٢«
 تحرق قلوب الأزواج


 »

غيرة وحيرة.. شك ونار.. يملأ القلب ليل نهار.. أسئلة واستفسارات في أعين الأزواج للزوجات تحتاج إلى إجابات ولكن هيهات هيهات.. فالزوجات أبدع مما يكن متهمات.. لكن هن متدللات على بعض الأزواج الذين ماتت في قلوبهم الحب والآهات.
هل تغير على زوجتك.. هل زوجك يشعرك بالغيرة؟.. تساؤلات نطرحها على الأزواج والزوجات في مباراة اليوم..
تقول نادية موسى إن زوجها كان يغير عليها بشدة أثناء فترة الخطوبة فكان يحاصرها بأسئلة ليعرف متى خرجت وإلى أين ذهبت ومع من ومتى رجعت ومن حديثها في التليفون ومن قابلته في العمل، أسئلة كثيرة كان يطرحها عليها يومياً بل يمكن أن تتكرر في اليوم الواحد أكثر من مرة ولكن بمجرد أن تزوجها فبدأت هذه الأسئلة تقل شيئاً فشيئاً حتى تلاشت نهائياً بعد مرور خمس سنوات على الزواج.
وتوضح ذلك بأن الحب دائماً يقل بعد الزواج حيث يشعر الرجل بأنه امتلك زوجته ولا تستطيع أن تحب رجلاً آخر غيره أو حتى تفكر في أي إنسان آخر لأن الوفاء دائماً عند المرأة يكون بنسبة أكبر عند مقارنته بالرجال.
وترى سعاد صبري أن غيرة الزوج على زوجته هي دليل وبرهان على حبه لها، وعلى أن هذا الحب لم ينضب أو يقل، فالمرأة تكون في أسعد لحظاتها عندما تشعر بغيرة زوجها عليها، والغيرة لا يجب أن تتعدى حدوداً معينة حتى لا تتحول إلى شك في قلب الرجل من ناحية زوجته.
وتقول إن الغيرة تختلف بالطبع أثناء الخطوبة عن الزواج، فبالزواج تقوى العلاقة بين الرجل والمرأة وتتماسك ومع ذلك لا ينعدم الشعور بالغيرة بينهما بل يظهر في الأفعال والتصرفات، فعلى سبيل المثال تجد الرجل عندما يزوره أحد الأصدقاء لا يسمح لزوجته بالجلوس معه أو تظهر أمامه متزينة، وأشياء كثيرة من هذا القبيل.
“سعادة المرأة عندما ترى الغيرة والحب في عيون حبيبها”.. هكذا أكدت سالي حسن موضحة أنها تشعر بسعادة كبيرة عندما تشعر بغيرة زوجها عليها حتى إنها تقول إن في فترة الخطوبة كانت أحياناً تستنفر غيرته لتتأكد من حبه لها ولكن بعد الزواج قلت الغيرة إلى حد ما ولكنها ما زالت موجودة.
وتلفت الانتباه إلى شيء آخر وهو أن المرأة غالباً ما تكون أكثر غيرة على زوجها بينما الرجل فلا يجب أن يظهر غيرته حتى لا يكون في موقف ضعف ولكن المرأة الذكية لابد أن تعي أن غيرة الرجل على زوجته تختلف بالطبع عن غيرة المرأة على زوجها فكل واحد يغير بطريقته.
يوضح ممدوح سلامة أن أكثر ما يميز طباع الرجل الشرقي والعربي هو الغيرة على عرضه وشرفه والذي تحمله زوجته، فلا يوجد رجل يكره زوجته إلا لم يتزوجها، ولكن بعد الزواج قد تهدأ المشاعر وهذا ما يجعل المرأة تعتقد أن زوجها تغير من ناحيتها ولكنها لا تفهم أن الرجل مثل الطفل الكبير الذي يحتاج التدليل والحنان والحب إلى جانب إحساسه بالمسؤولية والطاعة من جانب زوجته، هذه الأشياء بالطبع تجدد الحب وتجعل الحياة بين الزوجين أكثر استقراراً.
أما يوسف محمود، فيؤكد أنه يغير على زوجته لأنه يحبها جداً ويشير إلى أن غيرته لا تنبع من عدم ثقة أو شك فيها ولكنها تنبع من حب وخوف كبير عليها.
وعادل عثمان يرى أن الرجل يجب ألا يشعر زوجته أنه يغير عليها بشكل كبير لأنها في تلك الحالة تحاول أن تفرض سيطرتها عليه وتتحكم فيه لأنها ستعرف بهذه الطريقة نقطة ضعفه ومن أصعب ما يحدث بين الزوجين أن يعرف أحدهما نقطة ضعف الآخر، ففي ذلك الوقت تميل كفة الميزان لأحدهما ضد الآخر وتصبح الحياة بينهما في صالح أحدهما عن الآخر.
أما أمل حسنين فتقول إن الزوج يغير على زوجته إذا كانت أجمل منه بشكل لافت فهو يشعر في هذه الحالة أن من حوله يعتقدون أنها كثيرة عليه وأنه لا يستحقها ووقتها تصبح نظرات الناس لهما كالخناجر التي تخترق قلبه وكرامته، وتجعله دائماً على صفيح ساخن تأكلهم نار الغيرة وتحول حياتهم إلى جحيم.
ترى سمر عبدالله أن الرجل الغيور هو الرجل عديم الثقة بنفسه وربما حتى بزوجته، فالرجل حينما يغير بشكل زائد على زوجته فهذا يشعرها أنه رجل ضعيف ومزعزع وغير واثق من نفسه، وربما تصل غيرته بهما أحياناً إلى دائرة الشك وساعتها لا يمكن أن يستمر زواجهما لأن الموضوع تعدى الغيرة والحب ووصل إلى طريق لا نهاية له.
تعتقد إيمان سمير أن الرجل دائماً يريد أن يشعر أن زوجته ملك له من الألف إلى الياء فلا يسمح لأي شخص بالاقتراب منها ولا يسمح لها بأن تنظر ولو حتى نظرة لرجل غيره فهو دائماً كالمجنون حينما يتعلق الأمر بزوجته والرجال، ويزيد الأمر سوءاً إذا كانت زوجته جميلة جمالاً آخاذاً أكثر من الطبيعي وقتها يشعر أنها لابد ألا تخرج من المنزل ويحاول إيهامها بأنها جوهرة ثمينة يحاول هو الاحتفاظ بها في علبة قطيفة.
وتوضح أسماء مروان أن الرجل تشعل نيران الغيرة بقلبه حينما يعرف من زوجته قبل أو بعد الزواج عن أي نوع من العلاقات أو المعارف أو حتى قصص الحب قبل الزواج فإذا أخبرته أنها أحبت شخصاً قبله يصير كالمجنون يبحث عن هذا الشخص في كل من تعرفهم لذلك فكل الرجال يفضلون ألا يعرفوا شيئاً عن ماضي زوجاتهم قبل الزواج في حين أن الزوجات تحبذ للغاية معرفة ماضي أزواجهن ولا تحاسبهم عليه.
تقول رانيا مجدي إن غيرة زوجها من كل شيء ولا شيء بصفة مستمرة تجعل الوقت الذي يجمعهما عبارة عن شجار وجدال عنيف حول الشخصيات التي أتعامل معها والزملاء حتى لو كانت العلاقة عادية ومع الوقت تلاشت الرومانسية وحل بدلاً منها غيرة لا مبرر لها.
اتفقت معها سها سالم والتي أكدت أن غيرة الأزواج تؤدي في بعض الأحيان إلى الانفصال أو الطلاق لأنه في أغلب الأحيان لا تتحمل الزوجة كثرة الشجار بسبب الغيرة والتي قد تتحول في داخلها إلى الإحساس بشك زوجها في أخلاقها، وبالتالي ومع مبالغة الطرف الآخر في ردود أفعاله تتحول العلاقة الزوجية إلى جحيم وتستحيل معها العشرة وبالتالي يحدث الانفصال.
تختلف معها مني جمال مؤكدة أن الإحساس بالغيرة شيء لابد منه بين الأزواج وهو دليل الحب ليس فقط بعد الزواج ولكن منذ أن يبدأ الحب داخل القلوب وتبدأ معه مشاعر جميلة تجعل المحب يشعر وكأن الطرف الآخر ملكية شخصية له «أنانية» ممتعة تجعل الرجل يشعر بالغيرة عندما ينظر أحد لحبيبته أو يحاول مغازلتها أو حتى دون مبرر قوي ولكن مجرد الحب والغيرة لذا فهو إحساس جميل رغم ناره.
محمود طلعت ضمن أزواج تتملكهم الغيرة كثيراً على زوجاتهم وتحدث عن ذلك قائلاً: منذ أن ارتبطت بزوجتي وأحببتها وأنا لا أطيق تعاملها مع أحد غيري حتى أصبح ذلك مرض يصيبني عند خروجنا من المنزل لحضور مناسبة ما أوعند زيارة أحد من الأقارب فتتحول الجلسة إلى شجار ووقت ممل نقضيه في حوارات عقيمة وصوت عالٍ وفي النهاية نحن الاثنان نخسر من الوقت الجميل الذي من المفترض أن نقضيه سوياً في هذه الأمور ولكن في النهاية هي خارجة عن الإرادة.
أما محمد محمود فيرى أنه من المفترض أن تظل الزوجة في البيت كربة منزل لأن سوق العمل هو ما يزيد من الغيرة ويتسبب في المشكلات بعيد الزوجين وكي تتفاداه يجب عليها الالتزام بالمكوث في المنزل.



  • مشكلة العنوس


  • فالأسرة أساس المجتمع،فمنها يبدأ، وعليها يعتمد،وبقدر ما تكون الأسرة مترابطة بقدرما يكون المجتمع قويًّا مترابطًا


  • .والزواج هو الوسيلة المثلى لبناء مجتمع هادئ قوي مستقر،والأسرة تتكون عن طريق الزواج،الذي يشبع الحاجات النفسية والجسدية للأفراد،ويقمع الانحراف والشذوذ،ويحقق الحياة الوادعة،ويوفر الهدوء والاستقرار،قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم: 21].ومن يُعْرض عن منهج الله وشريعته يكون عقابه المزيد من الآلام،فتزداد بالتالي المشكلات التي تصيب المجتمع،ومنها مشكلة العنوسة.تلك المشكلة التي تشغل بال بعض الأسر،وتحزن الآباء والأمهات قبل البنات.وجوهر المشكلة يكمن في تأخر سن زواج بعض الفتيات عن السن الطبيعية، مما يترتب عليه كثير من الآثار النفسية والاجتماعية الخطيرة.


  • أسباب العنوسة:


  • والتغلب على هذه المشكلة الخطيرة يتطلب معرفة أسبابها،التي تتفاوت ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية،ومن ذلك:-


  • 1 -عدم إقبال كثير من الشباب على الزواج؛لعجزهم المادي أمام ارتفاع المهور، بدرجة كادت أن تصبح عرفًا سائدًا وعادة محكمة،ويصل الأمر بالفقير إلى العجز عن التقدم لأية امرأة،فإذا حاول كان مثارًا للسخرية والاستهزاء به.- امتناع الحكومات في كثير من الدول الإسلامية عن معاونة الشبابالراغب في الزواج، من خلال تهيئة الظروف المساعدة على الحياة الكريمة في مختلف المجالات.-


  • -2 انخفاض مستوي المعيشة في العديد من الدول الإسلامية،مع الارتفاع المطرد للأسعار.-


  • 3- العصبيات التقليدية؛كأن نجد عائلة لا تتزوج إلا من عائلة معينة،أو لا تزوِّج بناتها للغرباء عنها؛حفاظًا على شرف العائلة أو ميراثها أو حسبها.-


  • 4-تعنت بعض الفتيات،ورفضهن الزواج من الأشخاصالذين لا يقيمون معهن في منطقة قريبةمن بيت الأسرة.- الحروب التي يذهب ضحيتَها الآلافُ من الشباب،فتزيد نسبة الإناث إلى الذكور


  • 5-.- انسياق بعض الفتيات وراء التيارات الفكرية المنادية بتحرير المرأة،والمساواة مع الرجل، وتحقيق الذات، وهنا ترفض بعض الفتيات الزواج حتى ينتهين من التعليم،ويحصلن على وظيفة مناسبة،فتزيد أعمارهن، وتقل فرصهن في الزواج.


  • 6-- كثرة المشاكل العائلية بين الأبوين،فتنشأ الفتاة ولديها فكرة سيئة عن الزواج،فترفض الإقدام عليه خوفًا من الوقوع في نفس المشاكل.


  • 7-- الاختلاط الفاسد والانحلال وفساد المجتمع،فيجد الشباب الطريق ميسورًا لإشباع شهواتهوقضاء حاجاته دون التزام أو قيد،إضافة إلى أن هذا الاختلاط يدفع العديد من الشباب إلى عدم الثقة في النساء بوجه عام،فيحجم عن الزواج.


  • 8- معارضة بعض الآباء في تزويج بناتهم الموظفات طمعًا في أموالهن، مع تبرير موقفهم بحجج واهية، ومن ذلك القول:(إنه لم يحدث نصيب)، أو (لا يوجد أحد في مستواها)... إلخ


  • .آثار العنوسة


  • :وأمام هذا التعدد والتنوع في الأسباب التي أفضت إلى هذه المشكلة الخطيرة،فقد أفرزت هذه المشكلة العديد من الآثار التي تهدد المجتمع الإسلامي،وتؤثر في تماسكه،وتظهر خطورة العنوسة على عدة مستويات:خطورتها بالنسبة للفتاة:بحيث تصاب الفتاة (العانس) بالعديد من الآلام النفسية، فتشعر بالحزن والاكتئاب،والنفور من الناس خشية السخرية والتلميح الجارح،وهذا قد يترتب عليه العديد من الآلام العضوية.


  • والأخطر أن الفتاة قد تنحرف عن الطريق السوي التماسًا للسكن والعاطفة.خطورة العنوسة بالنسبة للأسرة:تُحْدِثُ العنوسة آثارًا نفسية سيئة على كل أسرة فيها عانس،حيث يشعر أفرادها بالهم والغم،بل الخزي والعار في بعض المجتمعات، حيث الخوف من نظرات الناس وتفسيرها بغير معناهاواعتبارها نوعًا من الاتهام لهم ولبناتهم،مما يؤثر بصورة سلبية على العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.


  • خطورة العنوسة بالنسبة للمجتمع:


  • حيث يؤدي انتشار ظاهرة العنوسة لأخطار شديدة على المجتمعات،إذ يحدث التفكك والتحلل في المجتمع،وتنتشر الأحقاد والضغائن بين أفراده،كما ينتشر الفساد والرذائل والانحرافات،التي تندفع إليها بعض الفتيات في ظل الدوافع النفسية التي يعانين منها.كما تنبت وتترعرع في ظل مشكلة العنوسة بعض العادات الجاهلية؛كالسحروالدجلوالشعوذة،ظنًّا من البعض أن هذا سيؤدي إلى زواج بناتهم.وأمام كل هذا الخطر... ما الحل؟إن الإسلام لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الظاهرة،بل وضع العديد من الأسس والمبادئ التي تقضي عليها،وتجنب المسلمين أخطارها،


  • ومن ذلك:-1- الحث على الاعتدال والوسطية في كل شيء،ومن ذلك المهور؛فلا تكون فوق الطاقة،ويراعي الحرص على الخلق والدين قبل المال عند اختيار الزوج المناسب، فإذا توفر الخلق النبيل والحرص على الدين، فهذا هو الفوز والمغنم، قال صلى الله عليه وسلم (: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد) [الترمذي].


  • -2- تأكيد مسؤولية الحاكم في توفير فرص الحياة الطيبة لرعيته،والنهوض بأعبائهم،والسهر على حل مشكلاتهم.وقد أفتى العلماء بجواز تزويج المعسر من مال الزكاة،وقد أمر عمر بن عبد العزيز بالمال


  • -من بيت المال- لتزويج الشباب.


  • -3- العمل على تحقيق التنمية في الدول الإسلامية، بما يرفع من أحوال المعيشة،لتسهيل فرص المعيشة الكريمةوبناء أسر جديدة بالزواج.


  • 4- إزالة الفجوات وتقريب المسافات بين مختلف أفراد المجتمع،حتى لا يكون الاختلاف الطبقي مبررًا لعدم الزواج من صاحب الخلق والدين.


  • -5- الأخذ بمبدأ (تعدد الزوجات)؛الذي يُعَدُّ متنفسا شرعيًّا عظيم الفائدة،في الحالات التي يزيد فيها عدد الإناث عن الذكور،وخاصة في زمن الحرب وما يعقبها.نهى الإسلام الآباء عن منع بناتهن من الزواج،لهوى في نفوسهم أو لمآرب يسعون إليها.إن العودة إلى شريعة الله وهدي النبي ( هي الشفاء من كل ما يصـيب المجتمع من مشكلات،وهي الواقي للمجتمع من التدهور والانهيارتحت معاول الاختلاط والانحلال والغرائز والشهوات،قال (: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي) [مالك].


  • كلمة أخيرة


  • :يجب على المرأة -وهي مشغولة بعملها أو بتحصيل العلم- أن تتذكر أن المصير الطبيعي لها هو الزواج؛لتسكن إلى زوجها،لإنشاء بيت جديد وعش هادئ،ولذا وجب عليها ألا تنغمس في مثل هذه المشاغل حتى يكبر سنها،فلا تجد الأنيس الذي يؤنس وحشتها،والأليف الذي يملأ فراغها،وإلا فالندم هو المصير،وعليها التيقن من عدم التعارض بين دائرة العلم والعمل،ودائرة الزواج والأسرة،فإذا اضطرت أن تختار إحدى هذه الدوائرفعليها أن تعرف أولى هذه الأمور فتختاره






الثلاثاء، 21 أبريل 2009

التكافؤ بين الزوجين


بعد أن تمضي فترة زمنية طويلة على الزواج يكتشف الزوجان أنهما غير مناسبان لبعضهما ولا يوجد بينهما أي نوع من التقارب والتكافؤ وكل منهما يعيش في عالم خاص به، بالرغم من أن التكافؤ بين الزوجين يعتبر الخطوة الأولى والأساسية لتحقيق زواج ناجح الا أن العديد من الناس لا يدركونه الا بعد فوات الأوان، وسيطرح هنا التكافؤ على صعيدين، موضوعي وهو الذي يشيع الحديث عنه .ونفسي ذاتي وهو الذي يظل خفيا.يتمثل التكافؤ الموضوعي عموما في السن والوضع المهني والاقتصادي ومستوى التعليم. وتشكل هذه الثلاثية مقومات موضوعية لإمكانية إقامة علاقة زوجية متوازنة وقابلة للحياة. حيث يجد كل من الزوجين مكانة معقولة لا تكلفه أثمانا معنوية ونفسية أو حتى مادية باهظة. وإلا فإن احتمالات بروز الصراع والتناقضات تكون هي الغالبة. فالتكافؤ الموضوعي هو الذي يوفر مقومات التوافق والتفاهم.
إذا أخذنا السن مثلا من الهام جدا وجود حالة من التوازن العمري بين الزوجين حتى ينموان معا. وإلا فقد تنشأ حالات من التفاوت في الحاجات والمتطلبات والرؤى والتوجهات. من مثل ما يحدث بين زوج مسن وزوجة صغيرة السن. فبينما يكون الزوج قد وصل مرحلة تبدأ حاجته فيها إلى الاستقرار وتكمن نزواته. تكون الزوجة مازالت في مقتبل مرحلة الحيوية والانفتاح على الدنيا والحاجة إلى إرضاء حاجاتها العاطفية والجسدية. وبعد مرحلة البدايات وتنازلاتها وتحملها أو فرحتها تأتي مرحلة إعادة حسابات الربح والخسارة من الطرفين معا. وقد يبدو كل منهما في نظر الآخر معوقا لحياته أو عبثا عليه نظرا لتفاوت المتطلبات والاحتياجات.
وقد يفتح سجل صراع القوة والصراع على المكانة الذي يشكل ردود فعل للإحباطات المختلفة الناتجة عن عدم تناغم مستوى الحاجات ومتطلباتها. فسلطة الزوج الأكبر سنا والأكثر اقتدارا على الحياة والتي كانت غير منازعة من قبل زوجة تابعة قد يتسرب إليها الوهن تدريجيا وصولا إلى قلب الأدوار وقلب علاقات السلطة. يحدث ذلك تحديدا حين تنطفئ العلاقات العاطفية وحين ينضب الحوار والتفاعل والتجاوب والتلاقي.
وقد يعاني الأبناء من هذه الحالة التي لا يندر أن تدخل في وضعية التصدع الخفي الحرب الزوجية الباردة حيث يصبح الزوج المسن غير متوفر عاطفيا وذهنيا أو حتى صحيا بما يكفي للتفاعل النفسي النشط.كذلك هو الحال في التكافؤ التعليمي. فالمستوى التعليمي يحدد من حيث المبدأ أفق الرؤية ونوعية النظرة إلى الذات والوجود. كما يحدد نوع الاهتمامات والعلاقات.
ومن ابرز مكامن الصراع الزوجي تلك الحالات التي يرتبط فيها احدهما بآخر مدفوعا بنزوة أو رد فعل من نوع ما سواء كانت جنسية أو ردا على حالة إحباط وجودي. إلا أن النزوات كردود الفعل تظل عابرة ولو طال أمدها ويتعذر أن تكتب لها الحياة. بعد مرحلة الحماس سرعان ما تظهر التباينات على صعيد قضايا الحياة اليومية الصغيرة. إلا أن هذه قد تتجمع كي تتحول إلى تناقضات كبرى. وعندها يطل الشعور بالغبن أو الورطة برأسه وتتضاعف الخطورة إذا تلاقى التباين التعليمي مع التباين الاجتماعي هنا تطرح مسالة المكانة بكل حدتها بعد وقت ليس بطويل.
أما التكافؤ الاجتماعي – الاقتصادي فهو غني عن البحث حيث يشكل موضوعا مطروحا بشكل دائم حين النظر في تكوين الروابط الزوجية على أن المسالة هنا تظل قابلة للكثير من الاستثناءات إذا توفرت مقومات التكافؤ على الصعد الأخرى. وإذا تمتع الزوجان بالقدر الكافي من النضج والتوافق العاطفي والقدرة على إيجاد الحلول الملائمة للمشكلات وخصوصا إرادة إنجاح الارتباط الذي يوفر الرضاء النفسي والوجود للطرفين.
يشكل التكافؤ النفسي الذهني أحد مقومات نجاح الرباط الزوجي ولو انه يظل خفيا بالمقارنة مع بروز وعلنية التكافؤ الموضوعي.نحن هنا بصدد العديد من الحالات التي قد يعوض فيها التكافؤ النفسي التباينات الموضوعية أو هو يفاقم من حدتها. نقتصر هنا على الإشارة إلى التكافؤ على مستوى نمط العلاقات أما التكافؤ في مستوى النضج النفسي فله كلام مستقل. الكثير من الروابط الزوجية تنخرط في صراع على المكانة لمن السيطرة على الآخر ولمن التحكم والمرجعية وتبرز هذه الصراعات حين يكون أحد الطرفين ميالا إلى التسلط العلني الصريح كما هو الحال عند بعض الرجال أو التحكم التملكي الخفي كما هو الحال عند بعض النساء بينما يحتاج الطرف الآخر إلى علاقة قائمة على الاستقلالية أو التكافؤ.
نخلص من ذلك إلى القول بأن الرباط الزوجي أبعد ما يكون عن الجمود والنمطية وخصوصا في الحياة المعاصرة. إنه حالة من التكون الدائم وتوازن وإعادة توازن دوريين وصولا إلى استقرار جديد من خلال إعادة تعريف الموقع العلائقي لكل من الزوجين في درجات مختلفة من التكامل والتباين في آنٍ معا.

نظرة على المسيار

لا يزال زواج المسيار يثير جدلا واسعا على كافة المستويات في جميع أنحاء الوطن العربي عموما ودول الخليج بشكل خاص، فما بين مؤيد ومعارض لزواج المسيار حدا فاصلا، لا مجال لوجود حلا وسطا يرضي جميع الأطراف، وقد رأينا في مدونة بنت الحلال أن ندرج بالدليل ماهية زواج المسيار ولكل الحرية في الاقتناع به أو عدمه، خاصة بعد أن أعلن معظم شيوخ الدين جوازه وعدم تحريمه بما يحقق العفة للشباب العربي والمسلم في خضم ثورة العولمة.

صورته العامة :هو زواج مستوفي الشروط والأركان ، ولكن يبنى هذا الزواج بالتعاون بين الزوجين والتفاهم فيما بينهما بأن تتنازل المرأة عن بعض حقوقها كالمبيت والنفقة او السكن باختيارها ورضاها ، وقد سمي زواج المسيار بغير اسمه الحقيقي مما زاد نفور الزوجة منه، وسبب تسميته بهذا الاسم أن الرجل يسير الى زوجته في أوقات متفرقة ولا يستقر عندها ، مع انه كان موجودا منذ القدم ولكن بشكل اخر وبدون أي تسمية تطلق عليه ، ومتى ماطالبت المرأة بحقوقها فأن ذلك حق مشروع لها ، ولن ننسى أن نشير الى أن المسيار قد يهضم شيء من حقوق المرأة ، بسبب تنازل المرأة عن بعض حقوقها كما هو مشترط في العقد، وتكمن ايجابية زواج المسيارفي قلة عدد حالات الطلاق التي تقع فيه، لأن الطلاق يحدث بسبب الخلاف بين الزوجين على شيء من الحقوق الزوجية وهذه الأمور محسومة من البداية في زواج المسيار والخلاف بشأنها غير وارد. وينبغي أن نعلم أن هذه الصورة من النكاح ليست هي الصورة المثلى والمطلوبة من الزواج ، ولكنها مع ذلك صحيحة إذا توفرت له شروطه وأركانه ، من التراضي ، ووجود الولي والشهود . . . إلخ
رأي الدين وفتوى فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - :
حين سئل الشيخ ابن باز عن زواج المسيار والذي فيه يتزوج الرجل بالثانية او الرابعة، وتبقى المرأة عند والديها، ويذهب اليها زوجها في اوقات مختلفة تخضع لظروف كل منهما. اجاب رحمه الله: «لا حرج في ذلك اذا استوفى العقد الشروط المعتبرة شرعاً، وهي وجود الولي ورضا الزوجين، وحضور شاهدين عدلين على اجراء العقد وسلامة الزوجين من الموانع، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «احق ما اوفيتم من الشروط ان توفوا به ما استحللتم به الفروج» (رواه البخاري). وقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون على شروطهم». فإن اتفق الزوجان على ان المرأة تبقى عند اهلها او على ان القسم يكون لها نهاراً لا ليلاً او في ايام معينة او ليالٍ معينة، فلا بأس بذلك بشرط إعلان النكاح وعدم إخفائه». ذلك لأن من حق المرأة أن تتنازل عن حقوقها أو بعضها المُقَرَّرة لها شرعًا، ومنها النفقة والمسكن والقَسْم في المَبيت ليلا، وقد ورد في الصحيحين أن سَودة وَهَبَتْ يومَها لعائشة رضي الله عنهما ، ولو كان هذا غيرَ جائز شرعًا لَمَا أقره الرسول صلى الله عليه وسلم. وكل شرط لا يُؤثر في الغرض الجوهريّ والمقصود الأصليّ لعقد النكاح فهو شرط صحيح، ولا يَخِلُّ بعقد الزواج ولا يبطله.
قرار المجمع الفقهي :جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثامنة عشرة المنعقد بمكة ما يلي :" يؤكد المجمع أن عقود الزواج المستحدثة وإن اختلفت أسماؤها وأوصافها وصورها لا بد أن تخضع لقواعد الشريعة المقررة وضوابطها من توافر الأركان والشروط وانتفاء الموانع "
عقود حديثة خاصة بزواج المسيار أوجدها المجتمع :
إبرام عقد زواج تتنازل فيه المرأة عن السكن والنفقة والقسم أو بعض منها وترضى بأن يأتي الرجل إلى دارها في أي وقت شاء من ليل أو نهار .
ويتناول ذلك أيضاً إبرام عقد زواج على أن تظل الفتاة في بيت أهلها ثم يلتقيان متى رغبا في بيت أهلها أو في أي مكان آخر حيث لا يتوفر سكن لهما ولا نفقة .
هذان العقدان وأمثالهما صحيحان إذا توافرت فيهما أركان الزواج وشروطه وخلوه من الموانع ، ولكن ذلك خلاف الأولى.
أسباب ونشأة زواج المسيار :
· كثرة عدد العوانس والمطلقات والأرامل وصواحب الظروف الخاصة ، حيث اعتبر المسيار أحد الحلول المتاحة لمكافحة ظاهرة العنوسة التي تفشت في المجتمع وبلغت أرقاماً قياسية تقدرها بعض الإحصاءات بأكثر من 25مليون عانس فى الوطن العربي فضلاً عن المطلقات والأرامل.
· رفض كثير من الزوجات لفكرة التعدد ، فيضطر الزوج إلى هذه الطريقة حتى لا تعلم زوجته الأولى بزواجه .
· رغبة بعض الرجال في الإعفاف والحصول على المتعة الحلال مع ما يتوافق وظروفهم الخاصة .
· تهرّب البعض من مسؤوليات الزواج وتكاليفه ويتضح ذلك في أن نسبة كبيرة ممن يبحث عن هذا الزواج هم من الشباب صغار السن حبث يعزون ذلك الى غلاء المهور وزيادة الطموح عندهم والفتيات لما يرونه في الفضائيات من رفاهية دائمة فيتمنون مثلها، ومن جهة أخرى فقد كان في السابق الإقبال على زواج المسيار من الرجال وليس النساء أما الآن المرأة هي من يطالب به وبشروط غريبة على مجتمعنا تتفاوت فيها الشروط حسب حاجة امرأة بين مادية كتوفير إيجار مسكن أو رصيد في البنك أو سيارة أو شروط تحديد وقت لحضور الزوج لتهرب من المسئوليات الزوجية.
مساوئ المسيار:
قد يتحول الزواج بهذه الصورة إلى سوق للمتعة وينتقل فيه الرجل من امرأة إلى أخرى، وكذلك المرأة تنتقل من رجل لآخر.
الإخلال بمفهوم الأسرة من حيث السكن الكامل والرحمة والمودة بين الزوجين .
قد تشعر المرأة فيه بعدم قوامة الرجل عليها مما يؤدي إلى سلوكها سلوكيات سيئة تضر بنفسها وبالمجتمع .
عدم إحكام تربية الأولاد وتنشئتهم تنشئة سوية متكاملة ، مما يؤثر سلباً على تكوين شخصيتهم.
فلهذه الأضرار المحتملة فهذه الصورة من صور النكاح ليست هي الصورة المثلى المطلوبة ، ولكنها تبقى مقبولة في بعض الحالات من أصحاب الظروف الخاصة .
نظرة عامة الى المسيار:
ويجدر بنا في نهاية حديثنا أن نشير الى أنه يجب مناقشة موضوع زواج المسيار مناقشة فقهية واقعية للوقوف على مدى موافقته للشرع الاسلامي الحنيف ومدى تأثيره على الكيان الأسري ايجاب أو سلبا، ومدى ضرره أو نفعه للمجتمع.، حيث أن الأسرة هي البيئة الأولى التي ينمو فيها الفرد حسا ومعنويا، وقد اهتم الاسلام بالأسرة، وسن التشريعات اللازمة التي تضمن لها التماسك والاستقرار، ويكفي أن نسلط الضوء على أن هناك صورتين في القران الكريم اسمهما "النساء" و "الطلاق" تنظمان العلاقة بين قطبي الأسرة، الرجل والمرأة بالاضافة الى الايات المتفرقة في القران وأحاديث نبينا عليع الصلاة والسلام والتي تعالج شؤون الأسرة، فلقد وصف القران الكريم الزوجة بأنها سكن ومودة ورحمة فقال تعالى في سورة الروم" ومن اياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون".

زواج المشاهير


وليس المشاهير العرب اقل إقبالا على الزواج والطلاق من زملائهم في الغرب وتشكل الأخبار الخاصة عنهم مادة دسمة للصحف والمجلات وشاشات التلفزيون تختلط فيها الدموع وتبادل الاتهامات والتبريرات والشكاوى، ويتحول خبر زواج أو طلاق أي منهم إلى مادة دسمة تملأ الصحف وتثير فضول الجماهير التي تميل إلى حب الثرثرة، فالجمهور العربي يترقب دوما زواج المشاهير ولكن بدون حس المفاجأة والانبهار الذي كان يطغى عليهم في السابق، وذلك بمعرفة شخصيات العرس وتفاصيل حفل الزفاف الضخم وأسباب الطلاق في نهاية المطاف، فلم يعد يحلم الشاب أو الفتاة بالزواج من مغنية مشهورة أو لاعب جميل، وذلك بعد صدور عدة برامج تلفزيونية تقوم على نشر فضائح الحياة الزوجية للمشاهير بعد أن كانت مغطاة بقشر البصل، اضافة الى انتاج برامج تلفزيون الواقع للتوفيق بين رأسين والتي حولت الحلم الى واقع أمام الشباب العربي لاقامة حفل زفاف يضاهي حفلات زواج المشاهير والمضحك في الأمر أن هؤلاء الشباب والفتيات أصبحوا يستطيعون طلب المغني الذي يحبونه والذين حلموا يوما للارتباط به للغناء في حفلات زفافهم، ويصبحون مادة دسمة لألسنة الناس بعد أن كانوا مختفيين وراء ستار حياتهم الطبيعية، ولو حاولنا الوقوف قليلا عند أشهر مشاهير الزواج ، لوجدنا أنهم يجمعون بين عدة مجالات بدءا من السياسيين مرورا بأصحاب الأموال وانتهاء بالفنانين واللاعبين، ولعل من أشهر هذه الزيجات من العام الماضي الى يومنا هذه هو زواج الأميرة ريم بنت الأمير الوليد بن طلال مالك قنوات روتانا من الأمير سلطان، حيث يقال بأن قيمة خاتم الزفاف الماسي بلغت مليوني دولار وقد نقل جوا بطائرة خاصة من باريس الى الرياض مكان اقامة حفل الزفاف، اضافة الى أن بطاقات الدعوة كتبت بماء الذهب وقد حضر الحفل جميع مغنيي روتانا تقريبا وأدوا أدوا أغنيات خاصة وجديدة لهذه المناسبة تغنى لأول مرة، وقد شهد هذا الحفل حضورا ضخما من السياسيين والأمراء وأصحاب رؤوس الأموال، أيضا نستطيع أن نسلط الضوء على زواج الفنانة ليلى علوي من الجمال شقيق زوجة الرئيس المصري حسني مبارك والذي تم في سرية لا نعلم أسبابها، وبعيدا عن أي حضور اعلامي أو حفلة ضخمة.
وخلاصة هذا الزواج أننا نجد أن كل مشهور انسان حتى ولو حاول اقناع الناس بغير ذلك، وحاول صنع هذه الهالات العظيمة حول نفسه، فلربما يستمتع ساعة بحفل زفافه ويعيش بقية حياته بتعب وكدر، بينما نجد الانسان العادي يعوض حفل زفافه البسيط بحياة جميلة هادئة على مدى العمر، بعيدة عن الملاحقات الاعلامية ونشر أخباره على حبل الغسيل.

المهر الغالي والصيد الثمين




إن الله تعالى أراد من المهر أن يكون هدية رمزية يقدمها الرجل إلى زوجته كعربون لمحبته ووفائه وإخلاصه، فبعد أن كان الزواج من أيسر الأمور عند المسلمين أصبح من أصعبها وأكثرها مشقة وعذابًالكل المسلمين، وفي أيامنا هذه تحول الزواج إلى تجارة مربحة والمرأة إلى سلعة غالية والرجل إلى صيد ثمين، فيطالب الاباء بأسعار خيالية مقابل تزويج بناتهم ويحققون الفخر والعزة لهن أمام أقاربهن وأصدقائهن على حد سواء، وما هذه المفاهيم الخاطئة إلا مظهر من مظاهر الجهل والتخلف الذي يسيطر على عقولنا ويتحكم بها، أو ربما تكون هذه المفاهيم الخطيرة نتيجة حتمية وردة فعل طبيعية عند أولياء الأمور حيث إن كثيرًا من أولياء الأمور يظنون أن قيمة المرأة وكرامتها مرتبطان إلى حد كبير بالمهر قبل الزواج وإذا غالوا بمهور بناتهم فإن في ذلك حماية لهن من غدر الرجال وظلمهم وطغيانهم، فهم يعتقدون أن المهر الغالي هو أهم عقبة في وجه من يريد أن يرمي زوجته بالطلاق متى أراد ذلك، فهم يعتبرون أن المرأة التي يكون مهرها زهيدًا، إنما تفقد قيمتها أمام زوجها وأصدقائها وأقربائها، فبقدر ما يكون المهر غاليًا فاحشًا بقدر ما تكون هذه المرأة في أعين الناس غالية والعكس صحيح أيضًا، ولو فرضنا جدلاً أن المهر يحمي المرأة من الطلاق فهل يحميها من تعدد الزوجات وهل يحميها من الخيانة، هل يحميها من الهجر، هل يحميها من العذاب الذي قد يصيبها زوجها به.

إن مشكلة غلاء المهور من المشاكل التي يواجها شبابنا في أيامنا الحالية …. فرغبة الشاب بالزواج تتوقف بمجرد سماع الشروط التي يمليها عليه أهل العروس أو العروس نفسها … المهر حق للزوجة وواجب على الزوج سداده … لتكن نظرتنا واقعيه لما نعيشه من ظروف وخاصه في الوطن العربي … لنقف وقفة تمعن ونسأل أنفسنا هل من الممكن لشاب أن يحصل على راتب يمكنه من القيام بتنفيذ جميع المتطلبات والشروط المرسومة من قبل الفتاة أو العقل المدبر لها ( العائلة ) ؟؟؟… عجبي من تلك الفتيات و العائلات!!! ..التي تطالب الزوج المسكين باقامة حفلة زاخرة مزخرفة, صاخبة تعلوها أصوات(الديجي) ناهيك عن المكان الذي تقام به الحفلة والذي قد يصل ايجاره الي ٌ 200 دولار وما فوق .. اضافة الى ما سينفق بشأن المأكولات والمشروبات وغيرها من الاْمور، اضافة الى متطلبات العروس من حاجة الذهاب الى الصالون وعمل فستان الحفلة وشراء بعض الحاجيات الجديدة وووو…لما هذه المظاهر الكاذبة وهي في الاْساس مجرد مظاهر وقشور… وعندما يتقدم الشاب للزواج يأمل بالاستقرار في ظل أسرة وزوجة وأطفال … لا بهدف لشيء آخر … فلماذا نصعبها عليه ؟؟ والشباب الواعي المتزن الخلوق سيبادر دائما بخطبة من هي تناسبه دون الالتفات الى الاْمور الاْخرى.. في نفس الوقت نجد أن نسبة الفتيات بدون زواج تتراوح مابين 40 الى 60 بلمئة .. لذلك يجب على الأباء والأمهات الانتباه اليها وعدم خلق حواجز وتسهيل عملية الزواج… وتبقى مشكلة الشباب هي نتيجة الاْفكار العقيمة السقيمة بشأن الغلاء في المهور … فتجلس البنت تندب حظها وليت الذي كان لم يكن وهل ينفع الندم بعدها ؟؟ وماذا يمكنني أن أقول لعائلة .. لم ترضى الا بمهر لا تدركة العقول ولا الاْبصار ؟؟؟ ها هي الكارثة تحط على رؤوسنا لتتفاقم في مجتمعنا فتبذر لنا بذرة المرض النفسي الذي قد يسببه لنا عدم زواج الفتاة وشعورها بالنقص وأن لا أحد يرغب بالزواج منها …. ان المشاعر الحقيقية لاتشترى بالمال لأن استمرار الحياة الزوجية هو بالحب والتفاهم والمرأة لا تشعر بقيمتها الحقيقية، إلا إذا تزوجت بزوج يخاف الله ويعمل لآخرته، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا فيقول: ‘إذا جاءكم من ترضون دنيه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير’ رواه الترمذي، إن هذا الزوج هو الكنز الحقيقي الذي يجب أن يبحث عنه الآباء لبناتهم، أما كنوز الدنيا كلها، فلا تساوي شيئًا، إذا كانت حياة المرأة جحيمًا لا يطاق، إن على أولياء الأمور أن يعلموا أن البركة أهم من المال والمهر، وأن المظاهر الفارغة والتافهة لا قيمة لها، وأن هذه البركة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كان الزواج سهلاً ومسؤولياته قليلة، وهذا ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: ‘إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها‘ [رواه أحمد].وقوله صلى الله عليه وسلم: ‘إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة‘.

الخاطبة الفضائية


تقوم بعض الفضائيات بدور الخاطبة بين الرجال والنساء، للتوفيق بينهم في موضوع الزواج فيرسل كل من الرجل والمرأة بياناته وتعرض على الشاشة ومن ثم يتم تبادل الرسائل والتعرف على الطرف الآخر.وربما بعد ذلك الزواج وقد كثرت هذه الفضائيات المتخصصة في التقريب بين راغبي الزواج






وربما يشهد عصرنا هذا الكثير من طرق الزواج وأنواعه والتي تتزايد بتطور التكنولوجيا وابتكار أساليب حديثة لتطويعها لخدمة الزواج، وقد بحثنا في رأي الدين لنستوضح شرعية هذه الطريقة الحديثة للزواج، حيث أفتى فضيلة الشيخ د.علي الشبل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذي قال:التوفيق بين الرجال والنساء من الأمور الممدوحة المندوب عليها شرعاً إذا قامت على أصولها الصحيحة ومراعاة الأحكام الشرعية والأعراف المرعية، قال تعالى {لاخير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما}، والنبي صلى الله عليه وسلم سعى بالتزويج وقال:(إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )، كما سعى صلى الله عليه وسلم في تزويج بعض صحابته مثل: ربيعة بن عامر الأسلمي وغيره، فقيام أهل الثقة والأمانة والكفاية في التوفيق بين الرجال والنساء ودلالة بعضهم على بعض من الأعمال الحسنة التي لها أثر طيب على المجتمع، وقربة عند رب العالمين، بشرط مراعاة أعرافنا وعاداتنا الكريمة وأحكام ديننا، فلابد أن يتولى هذا الأمر أهل الثقة والكفاية ممن يعرفون الرجل والمرأة وأهلهما وعوائدهما والملاءمة النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
التقنية جزء من الحياةالدكتور محمود كسناوي أستاذ علم الاجتماع بجامعة أم القرى قال: من وجهة نظري أرى أن يُشجع الشاب المقتدر على القيام باختيار شريكة حياته ويزوج لأن الزواج حق مشروع للإنسان فيسعى إليه إكمالاً لدينه، وكذلك الفتاة إذا أتاها من يُرضى دينه وخلقه تشجع على الزواج للقضاء على العنوسة في المجتمع.لكن لابد أن يكون عن طريق القنوات والوسائل المشروعة المتعارف عليها لدى المجتمع، فإن كانت هذه القنوات تقوم بطريقة التوفيق بشكل أخلاقي بدون إخلال بالعادات والتقاليد والدين أو إضرار بالشرف فلا بأس، لأن ذلك يكون فيه تعريف بالزوجين، أما إذا كانت تقوم بعمليات لا أخلاقية والتعرف بعلاقات غير مشروعة كأن يقوم الشباب بالتعرف على الفتيات وانتهاز الفرصة فأنا أدين كل شر.وعن توقعاته حول نجاح هذا الزواج عبر القنوات الفضائية أضاف قائلاً :إذا كان الفرد أو الشاب عندما قام بالاتصال والمراسلة عبر هذه القنوات ومن ثم اتبع الخطوة الثانية بالتعرف على أهل الفتاة وتعريف أهله بها كذلك فيعرف كلا الطرفين الآخر وأهله، أرى أن هذا الزواج ينجح بإذن الله، أما إذا كانت العملية عشوائية فقد لا يكتب لهذا الزواج النجاح طالما أن المعرفة كانت بطريقة عشوائية.كما رأى الكسناوي أن وسائل التقنية أصبحت جزءاً من أساسيات الحياة وأصبحت وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة وأدت إلى التقدم والتطور أكثر منها سلبية، فلكل شيء سلبية لكن لابد من حسن استغلاله.
ولا يجدر بنا أن ننسى دور العلماء الذين يخترعون كل يوم وسيلة تواصل لتسهيل الاتصال بين جميع الناس في مختلف أنحاء العالم، ولكن عند إساءة استخدامها من قبل أي شخص فبكل تأكيد ستعود بآثار سلبية على المجتمع وعلى الأفراد.